هل لك ذنب تعتاده تحاول التخلص منه ولكن لا تستطيع

مشكلة تقابل الكثير في الذنوب المتكررة نقول

لكل ذنبٍ متكرر يسقط المرء فيه مراراً هناك عدة حقائق يجب أن نعلمها جيداً
1) أن الشيطان لا ييأس أبداً من إغواء ابن ءادم
والشيطان لا يوسوس للكافر ولا للشخص الغافل ولا لشديد الفجور ، إنما يجتهد على العبد الذى يحاول القرب من ربه

{قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ} [الأعراف : 16]
فقد توعَّد لعنه الله أن يقعد لنا عند الصراط المستقيم

فكما أن اللص لا يسرق بيت الفقير الشيطان لا يوسوس إلا لعبدٍ به خير
فإن كان الشيطان لا يمل ولا ييأس من إغواء الإنسان مهما طال الأمد
فهل يمكن لنا أن نمل أو نيأس من صلاح أنفسنا ؟؟

ويقول سبحانه وتعالى(( إِنَّ اللَّهَ لا يَغفِرُ أَن يُشرَكَ بِهِ وَيَغفِرُ ما دونَ ذٰلِكَ لِمَن يَشاءُ ۚ وَمَن يُشرِك بِاللَّهِ فَقَد ضَلَّ ضَلٰلًا بَعيدًا [b]﴿١١٦﴾ إِن يَدعونَ مِن دونِهِ إِلّا إِنٰثًا وَإِن يَدعونَ إِلّا شَيطٰنًا مَريدًا ﴿١١٧﴾ لَعَنَهُ اللَّهُ ۘ وَقالَ لَأَتَّخِذَنَّ مِن عِبادِكَ نَصيبًا مَفروضًا ﴿١١٨﴾ وَلَأُضِلَّنَّهُم وَلَأُمَنِّيَنَّهُم وَلَءامُرَنَّهُم فَلَيُبَتِّكُنَّ ءاذانَ الأَنعٰمِ وَلَءامُرَنَّهُم فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلقَ اللَّهِ ۚ وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيطٰنَ وَلِيًّا مِن دونِ اللَّهِ فَقَد خَسِرَ خُسرانًا مُبينًا ﴿١١٩﴾ يَعِدُهُم وَيُمَنّيهِم ۖ وَما يَعِدُهُمُ الشَّيطٰنُ إِلّا غُرورًا ﴿١٢٠﴾ ))

2) تكرار السقوط بلا شك يدل على مشكلة فى الإيمان ولكن لا ينفِ الإيمان

قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) "ما من عبدٍ مؤمن إلا و له ذنب ، يعتاده الفينة بعد الفينة ، أو ذنب هو مقيم عليه لا يفارقه ، حتى يفارق الدنيا ، إن المؤمن خُلِقَ مُفتَّناً ، توَّاباً ، نسياً ، إذا ذُكِّر ذكر"
الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 5735
خلاصة حكم المحدث: صحيح

فلم ينفِ عنه وصف المؤمن ولكن علامة إيمانه أنه إذا ذكر تذكر وإذا أذنب تاب وندم[
فطالما وجدت هذه العلامة فهو فى الطريق الصحيح ..وأول ما يعتاد الذنب ولا يتألم له فهو على خطر كبير

ومثله هذا الحديث :

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم- إن عبدا أصاب ذنبا ، وربما قال : أذنب ذنبا ، فقال : ربي أذنبت ، وربما قال : أصبت ، فاغفر لي ، فقال ربه : أعَلِم عبدي أن له رباً يغفر الذنب ويأخذ به ؟ غفرت لعبدي ، ثم مكث ما شاء الله ثم أصاب ذنباً ، أو أذنب ذنباً ، فقال : ربي أذنبت - أو أصبت - آخر فاغفره ؟ فقال : أعَلِم عبدي أن له رباً يغفر الذنب ويأخذ به ؟ غفرت لعبدي ، ثم مكث ما شاء الله ، ثم أذنب ذنباً ، وربما قال : أصاب ذنباً ، قال : قال : ربي أصبت - أو قال : أذنبت - آخر فاغفره لي ، فقال : أعَلِم عبدي أن له رباً يغفر الذنب ويأخذ به ؟ غفرت لعبدي ، ثلاثاً ، فليعمل ما شاء(بالطبع مادام يتوب لكل ذنب ولا يتمادى في المعصية فلا صغيرة مع إصرار ولا كبيرة مع استغفار)

3)هل تكرار السقوط يبعث على اليأس؟ وأنه لا فائدة؟ وهل تكرار السقوط يجعل الإنسان يستحى من العودة إلى الله؟
نقول : لا
بل إن الغاية العظمى للشيطان أن يجعلك تيأس فبالتالي لا تحاول الخلاص من الذنب ويكون بذلك فاز وانتصر
وأحياناً يدخل للإنسان فيوسوس له من باب أنه يجب أن يستحي من الله ويحمله على عدم التوبة إلى الله فبأي وجهٍ تعود إليه وأنت كذا وكذا)) فيحمله على عدم العودة إلى الله وهذا من تلبيس إبليس على العباد
]فإن الحياء موضعه الحقيقي قبل اقتراف الذنب فتستحي أن يراك الله على ذنب فتمتنع عنه وليس موضعه أن يمنعك من العودة إلى الله فتستحي والعياذ بالله من التوبة إلى الله[

فلا يأس بعد الذنب من رحمة الله

4) ماذا يفعل من حاول كثيراً الخلاص من ذنب معين دون جدوى برغم أنه يحاول فعل الطاعات؟؟
1** يزيد من فعل الطاعات ولا يتوقف عنها ويُتبِع كل ذنبٍ بعملٍ صالح
كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم (اتبع السيئة بالحسنة تمحها )

(واعلم أن الطاعة شفاء للقلب كالعلاج لا تظهر نتائجه من جرعة واحدة وإن كانت كبيرة ولكن بالمداومة ، وكلما كان المرض شديداً عضال طال وقت العلاج)

2**) يكثر من الدعاء والتضرع لله أن يخرج هذا الذنب من قلبه وأن يطهره منه وخصوصاً فى أوقات إجابة الدعاء (السحرالثلث الأخير من الليل خاصة، وبين الأذان والإقامة ، وفى السجود ، ويوم الجمعة ........)

فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " ينزل ربنا كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يمضي ثلث الليل الأول فيقول أنا الملك من ذا الذي يدعوني فأستجيب له من ذا الذي يسألني فأعطيه من ذا الذي يستغفرني فأغفر له فلا يزال كذلك حتى يضيء الفجر. "
الراوي: أبو هريرة المحدث: ابن العربي - المصدر: عارضة الأحوذي - الصفحة أو الرقم: 1/441
خلاصة الدرجة: صحيح

3**) يكثر من الصدقات بهذه النية ولا ييأس أبداً من صلاح قلبه

4**)يبتعد عن كل ما يُقرِّبه للذنب ويُذكِّره به

5) فإن قيل إلى متى يفعل ذلك؟؟
]
نقول : حتى يمنّ الله عليه بتوبةٍ أو يلقى الله وهو مازال يحاول

{ وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا} [النساء : 100]

فإن مات فى طريق التوبة كُتِبَت له توبة

وليس للإنسان أى سبيل آخر غير ذلك

وفي النهاية إذا أردت المزيد

تسلم ايدك يا احمد
وجزاك الله خير فانا استفادت كتير من الموضوع دا
ربنا يكرمك ويزيدك ايمانا

هل لك ذنب تعتاده تحاول التخلص منه ولكن لا تستطيع

هل لك ذنب تعتاده تحاول التخلص منه ولكن لا تستطيع

رد: هل لك ذنب تعتاده تحاول التخلص منه ولكن لا تستطيع