التأمين الالهى
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
التأمين الالهى
التأمين الإلهي
تاجران أحدهما من دولة الكويت والآخر من السعودية وهما صديقان حميمان جمع بينهما الإسلام فتحابا في الله فصارا أخوين يحب أحدهما لأخيه ما يحب لنفسه واتفقا فيما بينهما على أن يشتركا في عمل تجاري يتوج هذه الصداقة ويقوي جدرانها، ووفقهما الله في مشروع تجاري وكانا مثالا رائعا للأخوة الإسلامية الصادقة المتينة الأركان. وكبرت تجارتهما وتعددت مشاريعهما ودرَّت عليهما بفضل الله تعالى الخير الكثير. وفي يوم من الأيام جلسا يتحدثان فيما بينهما.
قال التاجر الكويتي لصاحبه: لماذا لا نؤمِّن على تجارتنا؟
فرد عليه صاحبه قائلا: ولماذا نؤمِّن على تجارتنا؟!
قال: إن أغلب بضائعنا تأتي عن طريق البحر وهي عرضة لأي حادث، فلو حدث لا سمح الله لبضاعتنا مكروه، لا نخسر شيئا وتعوضنا شركة التأمين ثمنها فما رأيك؟
قال له صاحبه: مع الله عز وجل.
قال: ونعم الوكيل ولكن الاحتياط واجب.
قال له صاحبه: ألسنا نخرج زكاة هذه التجارة؟
قال: بلى.
قال له صاحبه: إذن لا تخش شيئا فهذا أقوى تأمين على تجارتنا وتوكل على الله ولا تقلق.
قال: آمنت بالله وتوكلت عليه.
ومرت الأيام وتجارتهما في نماء وازدهار، وفي يوم كانت إحدى البواخر تحمل بضائع كثيرة ومن ضمنها بضاعة التاجرين، وقبل وصول الباخرة إلى الميناء تعرضت لحادث فغرقت وجاء من يخبر التاجرين فهرولا إلى الميناء وهناك وقفا ينتظران عملية الإنقاذ. وكان أحدهما هادئ النفس مطمئن القلب، أما الآخر فكان يبدو عليه القلق والاضطراب قليلا.
فقال له صاحبه: لا تقلق إن الله معنا.
وبعد أن تمت عملية الإنقاذ كانت المفاجأة، فقد غرقت جميع البضائع وتلفت إلا بضاعة هذين الصديقين التاجرين فقد أخرجت بضاعتهما من الباخرة سليمة لم يمسها سوء.
فقال له صاحبه: ألم أقل لك إن بضاعتنا مؤمنة عند من لا تضيع عنده الودائع والأمانات؟
قال: لقد صدقت يا صاحبي.
قال له صاحبه: والله ما اهتزت ثقتي بالله ولم أشعر لا بخوف ولا بقلق وكنت واثقا كل الثقة من أن الله تعالى سينقذ بضاعتنا، وذلك لأننا كنا مواظبين على إخراج الزكاة بنفس راضية مؤمنة وهذا أكبر ضمان وأقوى أمان.
فقال: وأنا كذلك مع أنني شعرت بشيء من الخوف.
قال له صاحبه: لا تخف وثق أنه من كان مع الله كان الله معه.
ولكن كيف حدث ذلك وكيف غرقت جميع البضائع إلا بضاعة التاجرين؟ حدث أنه عند تحميل البضائع إلى الباخرة كانت بضاعة التاجرين تحيط بها أكياس من الطحين بكمية كبيرة، فلما غرقت الباخرة وأخذ الماء يتسرب إلى داخلها أتلف جميع البضائع عدا بضاعة التاجرين فلم يصل إليها الماء، وذلك بسب الحاجز والسد المنيع من أكياس الطحين، حيث إنه لما وصل الماء إلى أكياس الطحين ذاب قليلا ثم تشبع الماء وصار صلبا فصار مثل الجدار يحيط بالبضاعة لم يصل إليها الماء بإذن الله تعالى.(1)
لقد كان هذان التاجران مؤمنين بالله تعالى إيمانا صادقا وكانت ثقتهما بالله قوية لم تهتز أبدا وكانا يؤديان حق الله عليهما، وذلك بإخراج الزكاة، فكانت ذلك أفضل وأقوى تأمين فحفظ الله لهما مالهما.
قال الله تعالى: " وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ قَالَ عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاء وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ".(2)
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "حصنوا أموالكم بالزكاة وداووا مرضاكم بالصدقة وأعدوا للبلاء الدعاء".(3)
(1) قص عليَّ هذه القصة الأخ (عدنان راشد الرومي)
(2) سورة الأعراف: الآية 156.
(3) رواه الطبراني
من كتاب "كما تدين تدان"
من ايميلى
من ايميلى
همسة قلمفــــريقالادارة ـ ..
- أوسمة :
العمر : 36
عدد الرسائل : 448
حالتك : الحـــــــــــ ((حلـوة)) ـــــــــياة
الهواية :
العمــل :
تاريخ التسجيل : 25/04/2008
نقاط : 215
تقيم : 0
رد: التأمين الالهى
اللهم ارزقنا اليقين والرضا بالقضاء والصبر عند البلاء
وحسن التوكل عليك يارحمن
جزاكي الله خير وجعله الله في ميزان حسناتك
وحسن التوكل عليك يارحمن
جزاكي الله خير وجعله الله في ميزان حسناتك
بنت الاسلامفــــريقالادارة ـ ..
- أوسمة :
عدد الرسائل : 706
حالتك : مشتاقة الي بيت الله
الهواية :
العمــل :
تاريخ التسجيل : 10/04/2008
نقاط : 217
تقيم : 5
رد: التأمين الالهى
اختي العزيزه \همسة قلم
لقد أشرتي الي شئ مهم جدا
وهو التكافل الاجتماعي،فلو التزم كل منا بنو الاسلام
باخراج الزكاه الواجبه لتحقق هذا المبدأ في مجتمعنا الاسلامي
وما وجدنا فقيرا ولا حاقدا ولا حاسدا في امتنا الاسلاميه
يا لجمال اسلامانا ...................فهل من متبع؟
جزاكي الله عنا خيرا
صانع البهجةعضو جديد ـ ..
- عدد الرسائل : 12
الهواية :
العمــل :
تاريخ التسجيل : 28/10/2008
نقاط : 30
تقيم : 0
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى