قصة هتخليك تبكى ....نعم عبرة لكل الناس...
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
قصة هتخليك تبكى ....نعم عبرة لكل الناس...
بالرغم من نظرة المجتمع إلى ذوى الاحتياجات الخاصة،فما زالت ولادة طفل معاق حدث غير سعيد بالنسبة إلى الأسرة،يرضى به البعض،ويرفضه آخرون،ولهؤلاء نقول:إن ولادة هذا الطفل قد تعنى الخير الكثير لأسرته،وربما لمجتمعه أيضاً0000000
حين يكون المنع عين العطاء:
رزق بطفل كفيف 00 فأبصر طريق الهداية
وهذه قصة تمثل ترجمة عملية لقوله تعالى: "فعسى أن تكرهوا شيئاً ويجعل الله فيه خيراً كثيراً " وهى عن كتاب(في بطن الحوت) للدكتور محمد العريفى،ولنترك صاحب القصة يحكيها بنفسه0
لم أكن جاوزت الثلاثين حين أنجبت زوجتي أول أبنائي ، ما زلت أذكر تلك الليلة ، بقيت إلى آخر الليل مع الشلة في إحدى الاستراحات ، كانت مليئة بالكلام الفارغ ، بل بالغيبة والتعليقات المحرمة0
كنت أنا الذي أتولى في الغالب إضحاكهم ، وغيبة الناس ، وهم يضحكون ، أذكر ليلتها أنى أضحكتهم كثيراً ، كنت أمتلك موهبة عجيبة في التقليد ، فبإمكاني تغيير نبرة صوتي حتى تصبح قريبة من الشخص الذي أسخر منه ، أجل كنت أسخرمن هذا وذاك ، لم يسلم أحد منى حتى أصحابي، صار بعض الناس يتجنبني كي يسلم من لساني0
أذكر أنى تلك الليلة سخرت من أعمى رأيته يتسول في السوق ، والأدهى أنى وضعت قدمي أمامه فتعثر وسقط يتلفت برأسه لا يدرى ما يقول ، وانطلقت ضحكتي تدوي في السوق0
عدت إلى بيتي متأخراً كالعادة، وجدت زوجتي في انتظاري ،كانت في حالة يرثى لها ، قالت بصوت متهدج :راشد 00 أين كنت ؟
قلت ساخراً:في المريخ ،عند أصحابي بالطبع، كان الإعياء ظاهراً عليها ،قالت والعبرة تخنقها : راشد، أنا تعبة جداً، الظاهر أن موعد ولادتي صار وشيكاً ، سقطت دمعة صامتة على خدها، أحسست بأني أهملت زوجتي ،كان المفروض أن أهتم بها ، وأقلل من سهراتي ، خاصة أنها في شهرها التاسع ، حملتها إلى المستشفى بسرعة0
دخلت غرفة ،تعسرت ولادتها،فانتظرت طويلاً حتى تعبت ،فذهبت إلى البيت،وتركت رقم هاتفي عندهم ليبشرونى،بعد ساعة، اتصلوا بي ليزفوا لى نبأ قدوم سالم0
حين يكون المنع عين العطاء:
رزق بطفل كفيف 00 فأبصر طريق الهداية
وهذه قصة تمثل ترجمة عملية لقوله تعالى: "فعسى أن تكرهوا شيئاً ويجعل الله فيه خيراً كثيراً " وهى عن كتاب(في بطن الحوت) للدكتور محمد العريفى،ولنترك صاحب القصة يحكيها بنفسه0
لم أكن جاوزت الثلاثين حين أنجبت زوجتي أول أبنائي ، ما زلت أذكر تلك الليلة ، بقيت إلى آخر الليل مع الشلة في إحدى الاستراحات ، كانت مليئة بالكلام الفارغ ، بل بالغيبة والتعليقات المحرمة0
كنت أنا الذي أتولى في الغالب إضحاكهم ، وغيبة الناس ، وهم يضحكون ، أذكر ليلتها أنى أضحكتهم كثيراً ، كنت أمتلك موهبة عجيبة في التقليد ، فبإمكاني تغيير نبرة صوتي حتى تصبح قريبة من الشخص الذي أسخر منه ، أجل كنت أسخرمن هذا وذاك ، لم يسلم أحد منى حتى أصحابي، صار بعض الناس يتجنبني كي يسلم من لساني0
أذكر أنى تلك الليلة سخرت من أعمى رأيته يتسول في السوق ، والأدهى أنى وضعت قدمي أمامه فتعثر وسقط يتلفت برأسه لا يدرى ما يقول ، وانطلقت ضحكتي تدوي في السوق0
عدت إلى بيتي متأخراً كالعادة، وجدت زوجتي في انتظاري ،كانت في حالة يرثى لها ، قالت بصوت متهدج :راشد 00 أين كنت ؟
قلت ساخراً:في المريخ ،عند أصحابي بالطبع، كان الإعياء ظاهراً عليها ،قالت والعبرة تخنقها : راشد، أنا تعبة جداً، الظاهر أن موعد ولادتي صار وشيكاً ، سقطت دمعة صامتة على خدها، أحسست بأني أهملت زوجتي ،كان المفروض أن أهتم بها ، وأقلل من سهراتي ، خاصة أنها في شهرها التاسع ، حملتها إلى المستشفى بسرعة0
دخلت غرفة ،تعسرت ولادتها،فانتظرت طويلاً حتى تعبت ،فذهبت إلى البيت،وتركت رقم هاتفي عندهم ليبشرونى،بعد ساعة، اتصلوا بي ليزفوا لى نبأ قدوم سالم0
ذهبت إلى المستشفى فوراً ، وهناك قالت لي الطبيبة: ولدك به تشوه شديد في عينيه ، ويبدو أنه فاقـد للبصر، خفـضت رأسي ، وأنا أدافع عبرتي ، تذكرت ذلك المتسول الأعـمى ، الذي دفـعته في السوق ، وأضحكت عليه الناس ، سبحان الله كما تدين تدان ، بقيت واجمًا قليلا ً، لا أدري ماذا أقول ، ثم تذكرت زوجتي وولدي .
مضيت لأري زوجـتي ، لم تحزن زوجتي ، كانت مؤمنة بقضاء الله راضية ، وطالما نصحتـني بأن أكف عن الاستهزاء بالناس .
خرجنا من المستشفي ، وخرج سالم معنا ، في الحقيقة لم أكن أهتم به كثيرًا ، اعتبرته غير موجود بالمنزل ، حتى يشتد بكاؤه أهرب إلي الصالة لأنام فيها ،كانت زوجتي تهتم به كثيرًا ، وتحبه كثيرًا
أما أنا لم فلم أكن أكرهه ، لكنني لم أستطع أن أحبه ، كبر سالم ، أصبح ثـقـيلا ً علي نفسي اكثر، أنجبت زوجتي بعده عمر وخالد ، كنت لا أحب الجلوس في البيت ، فأنا دائمًا مع أصحابي .
في الحقيقة كنت كاللعبة في أيديهم ، لم تيأس زوجتي من إصلاحي ، كانت تدعو لي دائمًا بالهداية ،
لم تغـضب من تصرفاتي الطائـشـة ، لكنها كانت تحزن كثـيرًا إذا رأت إهمالي لسالم ، واهتـمـامي بأخويه ، كبر سـالم وكبر معه هـمى ، لم أمانع حين طـلبـت زوجـتي تسجـيله في إحـدى المـدارس الخاصة بالـمعـاقـيـن .
في يوم جمعة استيقظت الساعة الحادية عشرة ظهرًا ، ما يزال الوقت مبكرًا بالنسبة لي ، كنت مدعوًا إلي وليمة ، لبست وتعطرت وهممت بالخروج .
مررت بصالة المنزل ، استوقفني منظر سالم ، كان يبكي بحرقه ، إنها المرة الأولى التي أنتبه فيها
إلي بكاء سالم منذ أن كان طفلا ً.
اقتربت منه ، قلت: سالم لماذا تبكي؟ حين سمع صوتي توقف عن البكاء. فلما شعر بقربي ، بدأ يتحسس ما حوله بيديه الصغـيـرتـيـن ، اكـتـشـفـت أنه يحاول الابتعاد عـنى
مضيت لأري زوجـتي ، لم تحزن زوجتي ، كانت مؤمنة بقضاء الله راضية ، وطالما نصحتـني بأن أكف عن الاستهزاء بالناس .
خرجنا من المستشفي ، وخرج سالم معنا ، في الحقيقة لم أكن أهتم به كثيرًا ، اعتبرته غير موجود بالمنزل ، حتى يشتد بكاؤه أهرب إلي الصالة لأنام فيها ،كانت زوجتي تهتم به كثيرًا ، وتحبه كثيرًا
أما أنا لم فلم أكن أكرهه ، لكنني لم أستطع أن أحبه ، كبر سالم ، أصبح ثـقـيلا ً علي نفسي اكثر، أنجبت زوجتي بعده عمر وخالد ، كنت لا أحب الجلوس في البيت ، فأنا دائمًا مع أصحابي .
في الحقيقة كنت كاللعبة في أيديهم ، لم تيأس زوجتي من إصلاحي ، كانت تدعو لي دائمًا بالهداية ،
لم تغـضب من تصرفاتي الطائـشـة ، لكنها كانت تحزن كثـيرًا إذا رأت إهمالي لسالم ، واهتـمـامي بأخويه ، كبر سـالم وكبر معه هـمى ، لم أمانع حين طـلبـت زوجـتي تسجـيله في إحـدى المـدارس الخاصة بالـمعـاقـيـن .
في يوم جمعة استيقظت الساعة الحادية عشرة ظهرًا ، ما يزال الوقت مبكرًا بالنسبة لي ، كنت مدعوًا إلي وليمة ، لبست وتعطرت وهممت بالخروج .
مررت بصالة المنزل ، استوقفني منظر سالم ، كان يبكي بحرقه ، إنها المرة الأولى التي أنتبه فيها
إلي بكاء سالم منذ أن كان طفلا ً.
اقتربت منه ، قلت: سالم لماذا تبكي؟ حين سمع صوتي توقف عن البكاء. فلما شعر بقربي ، بدأ يتحسس ما حوله بيديه الصغـيـرتـيـن ، اكـتـشـفـت أنه يحاول الابتعاد عـنى
وكأنه يقول : الآن أحسست بي ، أين أنت منذ عشر سنوات؟ تبعته، كان قد دخل غرفته، رفض أن يخبرني في البداية عن سبب بكائه ، حاولت التلطف معه، بدأ سالم يبين سبب بكائه، تأخر عليه أخوه عمر الذي اعتاد أن يوصله إلى المسجد ، ولأنها صلاة جمعة، خاف ألا يجد مكاناً في الصف الأول 0 نادى عمر،ونادى والدته ، ولكن لا مجيب ، فبكى، أخذت أنظر إلى الدموع تتسرب من عينيه المكفوفتين ، لم أستطع أن أتحمل بقية كلامه، وضعت يدي على فمه ، وقلت : لذلك بكيت يا سالم ؟ قال : نعم0
نسيت أصحابي، ونسيت الوليمة، وقلت : سالم لا تحزن، أنا سأذهب بك ، دهش سالم ، لم يصدق ، ظن أنى أسخر منه ، مسحت دموعه ، وأمسكت يده، أردت أن أوصله بالسيارة ، رفض قائلاً :المسجد قريب ، أريد أن أخطو إلى المسجد، لا أذكر متى كانت آخر مرة دخلت فيها مسجداً لكنها المرة الأولى التي أشعر فيها بالخوف ، والندم على ما فرطت فيه طوال السنوات الماضية 0 كان المسجد مليئاً بالمصلين ، إلا إنني وجدت لسالم مكاناً في الصف الأول ، استمعنا لخطبة الجمعة معاً ، وصلى بجانبي ، بل في الحقيقة أن صليت بجانبه، ، بعد انتهاء الصلاة طلب منى سالم مصحفاً ، استغربت ، كيف سيقرأ وهو أعمى؟ كدت أن أتجاهل طلبه ، لكنى جاملته خوفاً من جرح مشاعره ، ناولته المصحف طلب منى أن أفتح سورة الكهف، أخذت أقلب الصفحات تارة ، وأنظر في الفهرس تارة ، حتى وجدتها ، أخذ منى المصحف ، ثم وضعه أمامه ، وبدأ في قراءة السورة ، وعيناه مغمضتان،بالله
انه يحفظ سورة الكهف كاملة0 خجلت من نفسي ،أمسكت مصحفاً أحسست برعشة في أوصالى 00 قرأت وقرأت 00 دعوت الله أن يغفر لي ويهديني ،لم أستطع الاحتمال ، فبدأت أبكى كالأطفال،كان بعض الناس لا يزالون في المسجد يصلون السنة،خجلت منهم ، فحاولت أن أكتم بكائي، تحول البكاء إلى نشيج وشهيق0
لم أشعر إلا بيد صغيرة تتلمس وجهي ، ثم تمسح عنى دموعي ، انه سالم ، ضممته إلى صدري ، نظرت إليه ، قلت في نفسي : لست أنت الأعمى ، بل أنا الذي كنت أعمى 0
عدنا إلى المنزل،كانت زوجتي قلقة كثيراً على سالم ، لكن قلقها تحول إلى دموع حين علمت أنى صليت الجمعة مع سالم ، من ذلك اليوم لم تفتني صلاة جماعة في المسجد ، هجرت رفقاء السوء ، ذقت طعم الإيمان ، عرفت من صحبة الخير أشياء ألهتني عنها الدنيا ، لم أفوت حلقة ذكر أو صلاة وتر ، ختمت القران مرات في شهر، رطبت لساني بالذكر ، لعل الله يغفر ذنوبى0 أحسست أنى أكثر قرباً من أسرتي ، اختفت نظرات الخوف والشفقة التي كانت تطل من عيون زوجتي ، الابتسامة ما عادت تفارق وجه ابني سالم ، من يراه يظنه ملك الدنيا وما فيها حمدت الله كثيراً على نعمه0 ذات يوم قرر أصحابي الصالحون أن يتوجهوا إلى إحدى المناطق البعيدة للدعوة ، ترددت في الذهاب معهم ، استخرت الله واستشرت زوجتي توقعت أنها سترفض لكن حدث العكس ، فرحت زوجتي كثيراً بل شجعتني ، فلقد كانت تراني في السابق أسافر دون استشارتها فسقاً وفجوراً 0
توجهت إلى سالم، أخبرته أنى مسافر ، ضمني بذراعيه الصغيرتين مودعاً ، تغيبت عن البيت ثلاثة أشهر ونصف، كنت خلال تلك الفترة أتصل كلما سنحت لي الفرصة بزوجتي ، وأحدث أبنائي ، آه كم اشتقت إلى سالم تمنيت سماع صوته ، هو الوحيد الذي لم يحدثني منذ سافرت ، إما أن يكون في المدرسة ، أو المسجد ساعة اتصالي بهم 0 كلما حدثت زوجتي عن شوقي إليه ، كانت تضحك فرحاً وبشراً إلا آخر مرة ناتفتها فيها ،لم أسمع ضحكتها المتوقعة ، تغير صوتها 0 قلت لها: أبلغي سلامي إلى سالم، فقالت : إن شاء الله وسكتت 0
أخيراً عدت إلى المنزل، طرقت الباب ، تمنيت أن يفتح لي سالم ، لكن فوجئت بابني خالد الذي لم يتجاوز الرابعة من عمره ،حملته بين ذراعي وهو يصرخ :بابا00 بابا 0
لا أدرى لماذا انقبض صدري حين دخلت البيت ، استعذت بالله من الشيطان الرجيم ،أقبلت على زوجتي كان وجهها متغيراً ، كأنها تتصنع الفرح، تأملتها جيداً ثم سألتها : ما بك؟ قالت : لا شئ ، فجأة تذكرت سالم ، فقلت : أين سالم؟ خفضت رأسها ، لم تجب ، سقطت دمعات حارة على خديها ، صرخت بها 00 سالم 00 أين سالم؟
لم أسمع حينها سوى صوت ابني خالد يقول بلثغته : بابا 00 ثالم (سالم) لاح (راح) الجنه ، عند ربنا، لم تتحمل زوجتي الموقف أجهشت بالبكاء ، كادت أن تسقط على الأرض ، فخرجت من الغرفة ، عرفت بعدها أن سالم
أصابته حمى قبل موعد مجيئي بأسبوعين ، فأخذته زوجتي إلى المستشفى ، فاشتدت عليه الحمى ، ولم تفارقه
إلا حين فارقت روحه جسده0 النهاية
نسيت أصحابي، ونسيت الوليمة، وقلت : سالم لا تحزن، أنا سأذهب بك ، دهش سالم ، لم يصدق ، ظن أنى أسخر منه ، مسحت دموعه ، وأمسكت يده، أردت أن أوصله بالسيارة ، رفض قائلاً :المسجد قريب ، أريد أن أخطو إلى المسجد، لا أذكر متى كانت آخر مرة دخلت فيها مسجداً لكنها المرة الأولى التي أشعر فيها بالخوف ، والندم على ما فرطت فيه طوال السنوات الماضية 0 كان المسجد مليئاً بالمصلين ، إلا إنني وجدت لسالم مكاناً في الصف الأول ، استمعنا لخطبة الجمعة معاً ، وصلى بجانبي ، بل في الحقيقة أن صليت بجانبه، ، بعد انتهاء الصلاة طلب منى سالم مصحفاً ، استغربت ، كيف سيقرأ وهو أعمى؟ كدت أن أتجاهل طلبه ، لكنى جاملته خوفاً من جرح مشاعره ، ناولته المصحف طلب منى أن أفتح سورة الكهف، أخذت أقلب الصفحات تارة ، وأنظر في الفهرس تارة ، حتى وجدتها ، أخذ منى المصحف ، ثم وضعه أمامه ، وبدأ في قراءة السورة ، وعيناه مغمضتان،بالله
انه يحفظ سورة الكهف كاملة0 خجلت من نفسي ،أمسكت مصحفاً أحسست برعشة في أوصالى 00 قرأت وقرأت 00 دعوت الله أن يغفر لي ويهديني ،لم أستطع الاحتمال ، فبدأت أبكى كالأطفال،كان بعض الناس لا يزالون في المسجد يصلون السنة،خجلت منهم ، فحاولت أن أكتم بكائي، تحول البكاء إلى نشيج وشهيق0
لم أشعر إلا بيد صغيرة تتلمس وجهي ، ثم تمسح عنى دموعي ، انه سالم ، ضممته إلى صدري ، نظرت إليه ، قلت في نفسي : لست أنت الأعمى ، بل أنا الذي كنت أعمى 0
عدنا إلى المنزل،كانت زوجتي قلقة كثيراً على سالم ، لكن قلقها تحول إلى دموع حين علمت أنى صليت الجمعة مع سالم ، من ذلك اليوم لم تفتني صلاة جماعة في المسجد ، هجرت رفقاء السوء ، ذقت طعم الإيمان ، عرفت من صحبة الخير أشياء ألهتني عنها الدنيا ، لم أفوت حلقة ذكر أو صلاة وتر ، ختمت القران مرات في شهر، رطبت لساني بالذكر ، لعل الله يغفر ذنوبى0 أحسست أنى أكثر قرباً من أسرتي ، اختفت نظرات الخوف والشفقة التي كانت تطل من عيون زوجتي ، الابتسامة ما عادت تفارق وجه ابني سالم ، من يراه يظنه ملك الدنيا وما فيها حمدت الله كثيراً على نعمه0 ذات يوم قرر أصحابي الصالحون أن يتوجهوا إلى إحدى المناطق البعيدة للدعوة ، ترددت في الذهاب معهم ، استخرت الله واستشرت زوجتي توقعت أنها سترفض لكن حدث العكس ، فرحت زوجتي كثيراً بل شجعتني ، فلقد كانت تراني في السابق أسافر دون استشارتها فسقاً وفجوراً 0
توجهت إلى سالم، أخبرته أنى مسافر ، ضمني بذراعيه الصغيرتين مودعاً ، تغيبت عن البيت ثلاثة أشهر ونصف، كنت خلال تلك الفترة أتصل كلما سنحت لي الفرصة بزوجتي ، وأحدث أبنائي ، آه كم اشتقت إلى سالم تمنيت سماع صوته ، هو الوحيد الذي لم يحدثني منذ سافرت ، إما أن يكون في المدرسة ، أو المسجد ساعة اتصالي بهم 0 كلما حدثت زوجتي عن شوقي إليه ، كانت تضحك فرحاً وبشراً إلا آخر مرة ناتفتها فيها ،لم أسمع ضحكتها المتوقعة ، تغير صوتها 0 قلت لها: أبلغي سلامي إلى سالم، فقالت : إن شاء الله وسكتت 0
أخيراً عدت إلى المنزل، طرقت الباب ، تمنيت أن يفتح لي سالم ، لكن فوجئت بابني خالد الذي لم يتجاوز الرابعة من عمره ،حملته بين ذراعي وهو يصرخ :بابا00 بابا 0
لا أدرى لماذا انقبض صدري حين دخلت البيت ، استعذت بالله من الشيطان الرجيم ،أقبلت على زوجتي كان وجهها متغيراً ، كأنها تتصنع الفرح، تأملتها جيداً ثم سألتها : ما بك؟ قالت : لا شئ ، فجأة تذكرت سالم ، فقلت : أين سالم؟ خفضت رأسها ، لم تجب ، سقطت دمعات حارة على خديها ، صرخت بها 00 سالم 00 أين سالم؟
لم أسمع حينها سوى صوت ابني خالد يقول بلثغته : بابا 00 ثالم (سالم) لاح (راح) الجنه ، عند ربنا، لم تتحمل زوجتي الموقف أجهشت بالبكاء ، كادت أن تسقط على الأرض ، فخرجت من الغرفة ، عرفت بعدها أن سالم
أصابته حمى قبل موعد مجيئي بأسبوعين ، فأخذته زوجتي إلى المستشفى ، فاشتدت عليه الحمى ، ولم تفارقه
إلا حين فارقت روحه جسده0 النهاية
رد: قصة هتخليك تبكى ....نعم عبرة لكل الناس...
بجد قصه تبكي اشكرك عل القصه
تقبل مرروي
تقبل مرروي
صدى الايامفــــريقالادارة ـ ..
- أوسمة :
عدد الرسائل : 405
عضوية : 15
الدولة :
تاريخ التسجيل : 17/09/2007
نقاط : 90
تقيم : 0
مواضيع مماثلة
» الخامسة- من الكتاب -لا تبكى على اللبن المسكوب...
» السابعة - من الكتاب -أى الناس أحب إليك؟
» (مع الرسول) فضيلة الشيخ/ محمد حسان (الناس 30/4/2008) ...
» ( مع الرسول ) وحدانية الله - فضيلة الشيخ/ محمد حسان (الناس
» السابعة - من الكتاب -أى الناس أحب إليك؟
» (مع الرسول) فضيلة الشيخ/ محمد حسان (الناس 30/4/2008) ...
» ( مع الرسول ) وحدانية الله - فضيلة الشيخ/ محمد حسان (الناس
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى